رؤية 2030.. نجاحات قياسية في تمكين القطاع غير الربحي القطاع الثالث.. إسهامات اقتصادية قوية.. وإنجازات تاريخية

تشهد المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تحولات تنموية استثنائية تعيد صياغة ملامح المستقبل على كافة الأصعدة.

ويعد القطاع غير الربحي اليوم أحد الركائز الحيوية لرؤية المملكة 2030، إذ أُوكلت إليه أدوارًا جديدة تتجاوز العمل الخيري التقليدي إلى المساهمة الاقتصادية الفاعلة، ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة.

وقد رصد التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 لعام 2024، إلى جانب تقرير “آفاق القطاع غير الربحي 2025″، إنجازات مذهلة تحققت خلال عام 2024م، مما يؤكد تسارع القطاع نحو تجاوز مستهدفاته الطموحة قبل حلول عام 2030، وفي هذا التقرير سوف نلقة الضوء على هذه الانجازات:

  1. القفزة الاقتصادية التاريخية:
  • للمرة الأولى في تاريخ المملكة، تجاوزت مساهمة القطاع غير الربحي حاجز 100 مليار ريال سعودي، بما يعادل 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي، متجاوزًا المستهدف المرحلي، ومتجهًا بثقة نحو تحقيق نسبة 5% بحلول عام 2030.
  1. حجم المساهمة:
  • 48 مليار ريال من الأوقاف (وفق الهيئة العامة للأوقاف).
  • 47 مليار ريال من إنفاق المنظمات غير الربحية (بحسب الهيئة العامة للإحصاء).
  • 5 مليارات ريال من القيمة الاقتصادية للعمل التطوعي.
  • 2 مليار ريال من إسهامات الجمعيات التعاونية (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية).
  1. النمو المؤسسي الاستثنائي:
  • شهد القطاع زيادة في عدد المنظمات غير الربحية بنسبة 252.76% مقارنة بعام 2015م.
  • بلغ عدد المنظمات غير الربحية المسجلة بنهاية 2024 أكثر من 5,700 منظمة، مقارنة بأقل من 1,000 منظمة فقط قبل إطلاق الرؤية.
  • يعكس هذا النمو الكبير النجاح الذي حققته الرؤية في تهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية، بما مكّن المجتمع من الانخراط بشكل فاعل في التنمية الوطنية.
  1. الطفرة التطوعية وتحقيق المستهدفات المبكرة:
  • بلغ عدد المتطوعين في المملكة 1.2 مليون متطوع خلال عام 2024، بزيادة 48.3% مقارنة بعام 2023، وبذلك تم تحقيق أحد مستهدفات وثيقة الرؤية قبل موعده بست سنوات كاملة.
  • تأسست المنصة الوطنية للعمل التطوعي في عام 2020م، وبلغ عدد المسجلين فيها:
  • 1 مليون متطوع.
  • أكثر من 7,000 جهة مسجلة.
  • تجاوز عدد الفرص التطوعية 542 ألف فرصة خلال عام 2024.
  • مجموع الساعات التطوعية المنجزة بلغ أكثر من 80 مليون ساعة تطوعية.
  1. التحول الرقمي والتمويل المستدام:
  • تمكنت منصات التبرع الرقمية، وعلى رأسها منصة “إحسان”، من جمع أكثر من 15 مليار ريال خلال عام 2024.
  • التبرعات الصغيرة كانت العنصر الغالب، مع مساهمة 26% من كبار المحسنين (المتبرعين بأكثر من 100 ألف ريال).
  • تجاوزت قيمة أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية 1.7 مليار ريال بنهاية عام 2024، مع رؤية طموحة للوصول إلى 100 مليار ريال بحلول عام 2040م، بما يضمن استدامة مالية طويلة الأمد للقطاع.
  1. التوظيف في القطاع غير الربحي:
  • بلغت نسبة العاملين في القطاع غير الربحي من إجمالي القوى العاملة 0.64% مع نهاية عام 2024م.
  • هذا الرقم يمثل أكثر من ضعف الهدف المرحلي المحدد لعام 2023م، مما يدل على اتساع فرص العمل في هذا القطاع وتحوله إلى مسار مهني واعد.
  1. الأداء القطاعي والريادة التنموية:
  • التعليم والأبحاث: تصدرت المنظمات غير الربحية من حيث الإيرادات، بما يزيد عن 19 مليار ريال.
  • الصحة: تصدرت من حيث حجم الإنفاق الذي بلغ 15 مليار ريال، عقب تحويل عدد من الأصول الحكومية إلى كيانات غير ربحية.
  • الثقافة والترفيه والخدمات الاجتماعية: سجلت أعلى نسب التوظيف، مع توسع أنشطتها لتلبية احتياجات المجتمع الحيوية.
  1. المسؤولية الاجتماعية ومؤشر العطاء:
  • ارتفعت نسبة الشركات الكبرى التي تطبق برامج مسؤولية اجتماعية إلى 71.67%.
  • سجلت المملكة تقدمًا ملحوظًا على مؤشر العطاء العالمي، محققة نسبة 46% في عام 2024، متجاوزة المستهدف المرحلي.
  1. تعزيز الثقة المجتمعية:
  • وصلت ثقة المواطنين بالقطاع غير الربحي إلى 86% بنهاية عام 2024، مقارنة بـ 73% في عام 2017، هذه الزيادة تعكس نجاح الإصلاحات الهيكلية التي رسخت مبادئ الشفافية والمساءلة في عمل المنظمات غير الربحية.

ختاما:

لقد أثبت القطاع غير الربحي السعودي خلال عام 2024 أنه قوة دافعة لا يستهان بها في مسيرة التنمية الوطنية.

فمن خلال تحقيق مؤشرات تفوقت على المستهدفات المرحلية، ومن خلال توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية، والاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة، أصبح القطاع غير الربحي نموذجًا عالميًا يحتذى به.

إن الإنجازات المتحققة تعكس مدى التزام المملكة ببناء مجتمع حيوي ومتكاتف، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بروح العطاء والمشاركة، تأكيدًا لرسالة رؤية المملكة 2030 في تمكين الإنسان السعودي وتوسيع أفق الفرص أمامه، على كافة المستويات.